الجمعة، 26 سبتمبر 2014

معرفة الله ليست علم ,ومرضاته تمر من خلال الانسان




لن تُحل إشكاليتنا المستمره بين الدين والدنيا ,طالما نتحرك فقط ضمن دائرة الدين, لدينا خلط خطير جدا بين الدين والعلم , نتكلم كثيرا عن العلم ونقصد به الدين, وعلماؤنا هم رجال الدين, وأعلامنا هم شيوخ الدين , لذلك نحن نتحرك ضمن دائرة الدين ونعتقد أنها دائرة العلم. لو كان هذا صحيحا لحلت جميع مشاكلنا الاجتماعيه والسياسيه والاقتصاديه وغيرها, كما فعل غيرنا من الأقوام. الدنيا ومشاكلها وتغير ظروفها تقع ضمن دائرة "العلم" العلم هو اكتشاف القوانين والنظريات والسنن الموجوده في الكون ليتمكن الانسان من السيطرة عليه وإخضاعها لسيطرته وفهم معادلاته وزواياه كما يفعل الغرب والشرق اللذان نعيش بفضلهما في كل هذا التقدم,,علم الكلام ليس علما , صفات الله واسمائه ليست علما ,الفرق الاسلاميه كلها ليست علما و الفتوى ليست علما ,هذه تقع ضمن دائرة الدين الذي يقتضى الإيمان أو عدمه. نحن نراوح في مكاننا , وننشىء الجامعات والمدارس والكليات التي تخرج طلبه لايدركون الفرق بين الدين والعلم فتجذبهم العاطفه الى دائرة الدين على انها دائرة العلم فأفضلهم يصبح باحثا في الاعجاز العلمي في القران , وهوكتاب هدايه ورشد وليس مجالا لذلك أصلا,في حين ان الاعجاز الالهي في الكون وهو كتاب الله الآخر حقل العلم الحقيقي وهنا يظهر بوضوح إنسيابنا كأمه من دائرة العلم الحقيقي التي هي الطبيعه وقوانينها الى دائرة القران كتاب الايمان والتصديق وأعتقدنا أن هذا هو العلم وأن مشايخ الدين والفضائيات هم العلماء الذين ساقوا الأمة الى حتفها ومقتلها ولايزالون. نحن كامه نعيش ضمن دائرة الدين منذ العصر الأول ولم نصل بعد الى دائرة العلم و لذلك تشخيصنا للأمور والخلافات تشخيص ديني بحت, الفتنه, كربلاء جديده, رافضه, ناصبه , خوارج, خلافه ....الخ ,ثم نبحث عن حلول من ضمن هذه الدائره في التعامل مع رؤوس ومشايخ هذه الفرق والتكتلات الدينيه التي تقاتل بعضها بعضا بع ان عجزت من ان تقاتل من هم في دائرة العلم . لذلك اصبحنا صيدا سهلا لعالم العلم والعلماء , يصادوننا "بالدرون" الطائره بدون طيار , وبصواريخ كروز وستنغر وغيرها , وسياسيا يضعون لنا الخطط والحدود والاتفاقيات ,لان هذا مجال العلم الجديد علينا والذي لم ندخله بعد , والذي كذلك لانحفظ منه سوى إسمه ولانعرف منه حسب فهمنا لمفهوم العلم,,سوى نواقض الوضوء وسياقة المرأه وإرضاع الكبير والتبرك ببول الرسول صلى الله عليه وسلم. تنميتنا التي قامت بإسم العلم أدخلت العلم ضمن دائرة الدين لمصالح سياسيه فأصبح اكبر عالم في البلاد مفتيها وأفضل شخصيه تكرم سنويا من يحفظ القران حفظا من الاولاد الصغار الذين لايدركون حتى معنى ما يحفظون. وبدلا من تنمية الانسان , جرت تنمية عقليه مطلقه ترى ان مرضاة الله لاتمر من خلال الإنسان ذاته , وإنما من خلال ما يعتقده المسلم أنه حقيقه لاجدال فيها ولاتقبل الاقتسام , لذلك سارت الأمه فوق جثث بعضها البعض , لأن "العلم" الذي قامت عليه يرى أن المسلم هو الإنسان الوحيد وأن باقي الخلق زائدين عن الحاجه , وهكذا تضيق الدائره حتى يصبح المسلم يقتل وينحر المسلم الآخر ليس فقط بإسم الدين ولكن كذلك بإسم "العلم" الذي قدمنا له كفتوى تبيح له ذلك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق